
وقعت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بالإضافة إلى 22 حركة مسلحة وعدد من القوى السياسية والمدنية مساء أمس في نيروبي على الميثاق التأسيسي الذي يحدد إنشاء حكومة وحدة وسلام. كما أفادت مصادر بوجود اتفاق على تشكيل حكومة جديدة خلال شهر داخل الأراضي السودانية.
وقع عن الحركة الشعبية “الحلو” جوزيف تكه، وعبد الرحيم دقلو عن الدعم السريع، واللواء فضل الله برمه عن حزب الأمة القومي، وإبراهيم الميرغني عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل. كما شارك في التوقيع تنظيمات الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس، وممثلون عن القوى المدنية، أبرزهم هارون مديخير عن قمم، وعلاء نقد عن تنسيقية النقابات والمهنيين، وحامد علي نور عن المجتمع المدني.
نص الميثاق التأسيسي الذي اطلع عليه راديو دبنقا، على ضرورة تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، ترتكز على قيم الحرية والمساواة والعدالة. كما أشار إلى مبدأ الوحدة الطوعية بين شعوب وأقاليم تلك الدولة، مع التأكيد على صون سيادتها الوطنية وتنوعها الثقافي. وقد أقر الميثاق حظر تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي بناءً على أسس دينية، ورفض أي دعاية سياسية يقوم بها حزب أو تنظيم سياسي على أسس دينية أو عنصرية. كما نص الميثاق على حق تقرير المصير في حال عدم تضمين العلمانية، التي تفصل الدين عن الدولة، في الدستور الانتقالي والدستور الدائم في المستقبل. وركز الميثاق أيضًا على المواطنة المتساوية والهوية السودانية.
يعاقب الميثاق على جميع أشكال التطرف والانقلابات العسكرية واستغلال الدين لأغراض سياسية، كما يؤكد على ضرورة الالتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية ووضع حد للإفلات من العقاب.
أكد الميثاق على إنشاء جهاز أمني للمخابرات يكون مهنياً ومستقلاً، وغير مرتبط بأي ولاء أيديولوجي أو سياسي أو حزبي.
كما تم النص في الميثاق على أن الجيش الجديد، منذ تأسيسه، سيكون تحت رقابة وسيطرة المدنيين، مما يعكس تنوع مناطق السودان.
صرح الرئيس الكيني ويليم روتو بأنه قام بإجراء مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث تم بحث الأوضاع في السودان.
أشار في تغريدة على منصة إكس إلى أنهم تناولوا الدور المهم الذي تؤديه كينيا في تقديم منصة للأطراف الرئيسة، بما في ذلك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى، للمشاركة في عملية تهدف إلى وقف التدهور الخطير في السودان وضمان خطّة نحو السلام المستدام.
قال السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن كينيا، والتي تُعد حليفة للولايات المتحدة، تقدم الدعم لقوات الدعم السريع في سعيها لإضفاء شرعية حكمها في السودان تحت غطاء جهود السلام. واعتبر ذلك محاولة للتستر على حقيقة الإبادة، مشدداً على أن ذلك لن يوقف المجزرة.
أفاد السيناتور أنه قاد المساعي في الكونغرس للاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان، والتي أسهمت في وفاة أكثر من 150 ألف شخص، على أنها إبادة جماعية. كما أشار إلى أن هذا القرار أصبح سياسة رسمية للولايات المتحدة.
خرجت تظاهرات في عدة مدن من دارفور وكردفان دعمًا للميثاق التأسيسي للحكومة الموازية. وشارك ناشطون مقاطع فيديو تُظهر هذه التظاهرات في نيالا والجنينة وزالنجي وسرف عمرة، التي تقع في شمال دارفور.
وفي المقابل، شهدت الفاشر والقضارف تنظيم مسيرات، كما تم تنفيذ وقفة احتجاجية في معسكر زمزم رفضًا للميثاق التأسيسي للحكومة الموازية.
قال خالد عمر يوسف، القيادي في تحالف صمود، إن السودان يتجه نحو التفكك والانقسام، وهو وضع أكثر خطورة من مجرد التقسيم إلى دولتين مستقرّتين. وأوضح في صفحته على فيسبوك أن محاولة بورتسودان لفرض سلطة غير شرعية، بالإضافة إلى اقتراح ميثاق نيروبي لتشكيل حكومة، تعقد الأوضاع بدلاً من أن تحلّها.
أشار إلى أن الحرب تعتبر البيئة المناسبة لتفشي هذا المشروع التفتتي. وذكر أن استمرار النزاع سيزيد من الاستقطاب السياسي والاجتماعي والعسكري، مطالباً بإنهاء الحرب وإنشاء جيش موحد ودولة تمتنع عن استخدام الدين أو العرق أو المنطقة كوسائل للتمييز بين المواطنين.
Be the first to leave a comment